السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية.. خطوة جريئة نحو المساءلة الدولية؟
بعيدة- أصبحت متاحة وفاعلة في فرض حدود على النفوذ غير المسؤول.
قضية السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية تتجاوز كونها مجرد دعوى قانونية؛ إنها إعادة رسم لطريقة التعامل مع الدول التي تدير صراعات من خلف الستار. لطالما اتُّهمت الإمارات بإدارة نفوذها في النزاعات الإقليمية عبر دعم أطراف مسلحة خارج الإطار الرسمي للدول، دون أن تُواجه بأي مساءلة قانونية. الآن، هذا النمط التقليدي بدأ يتعرض لتحدٍ مباشر من خلال أدوات القانون الدولي.
حتى وإن لم تؤدِ الدعوى إلى إدانة مباشرة -لأسباب تتعلق بالاختصاص أو البينة- فإن مجرد رفعها يشكّل سابقة مهمة. فوجود دولة مثل الإمارات، المتهمة بدور فعال في نزاع دموي، أمام منصة قضاء دولي، يحمل قيمة رمزية وردعية لا يُستهان بها. إنه إعلان بأن النفوذ الإقليمي لم يعد حصينا من التمحيص الدولي، وأن الرهانات على الإفلات من العقاب لم تعد مضمونة.
وبناء على هذا المنطق، من الممكن أن نشهد في المستقبل توجها مشابها من أطراف أخرى، في ليبيا أو اليمن، خاصة من جانب المبادرات الحقوقية أو حتى عبر مسارات التقاضي الدولي غير الحكومي. فالسودان لم يفتح فقط قضية ضد الإمارات، بل فتح بوابة جديدة لفهم كيف يمكن استخدام القانون الدولي كأداة ضغط في وجه التدخلات المسلحة التي تتخفى خلف السياسة والدبلوماسية.
|